الحزب الحر السوري يوجّه رسالة تاريخية إلى الرئيس أحمد الشرع

وجهت الهيئة التأسيسية لحزب الحر السوري رسالة مفتوحة إلى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، دعت فيها إلى تصحيح شامل للعلاقات مع المملكة المغربية، انطلاقًا من خطوات سابقة أظهرت توجهاً إيجابياً نحو طي صفحة التوتر، أبرزها إغلاق مكاتب جبهة البوليساريو في دمشق خلال شهر مايو الماضي.
الرسالة التي جاءت في سياق سياسي إقليمي متغير، أثنت على هذه الخطوة باعتبارها تجسيدًا للإرادة في الانفصال عن أجندات خارجية استغلت الملف السوري لأغراض تتعارض مع المصالح القومية الحقيقية. واعتبرت الهيئة أن جبهة البوليساريو، بوصفها تنظيماً انفصالياً مدعوماً من النظام الإيراني، شكّلت لعقود أداة في يد مشاريع تتقاطع مع التدخل الإيراني في المنطقة.
وشددت الرسالة على أن الاعتراف الرسمي من سوريا بسيادة المملكة المغربية الكاملة على أقاليمها الجنوبية، بات اليوم ضرورة استراتيجية وسياسية. فهي خطوة تنسجم مع قرارات مجلس الأمن، ومواقف أغلب الدول المؤثرة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن الدعم المتزايد من دول عربية شقيقة.
وأكدت الهيئة أن العودة إلى علاقات طبيعية ومتوازنة مع المغرب ليست فقط تصحيحًا لمسار سياسي مضطرب، بل خطوة شجاعة نحو تموضع جديد لسوريا في المحيط العربي، وتحرر من الهيمنة الإيديولوجية التي ساهمت في عزلتها الدولية.
وتوقفت الرسالة عند الإرث الثقافي والوجداني الذي يربط بين الشعبين المغربي والسوري، داعية إلى فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات إعادة الإعمار، والتكوين، والحكامة المحلية، من خلال الاستفادة من التجربة المغربية في التنمية البشرية، وتعزيز اللامركزية، وتحديث الإدارة.
وأشارت كذلك إلى أن الاعتراف المتبادل بالوحدة الترابية هو شرط أساسي لبناء شراكة حقيقية ومستدامة بين الدول، وأن دعم سوريا الكامل لمغربية الصحراء سيُقرأ إقليمياً ودولياً كتحول ناضج نحو الواقعية السياسية.
واختتمت الهيئة رسالتها بالتشديد على أن الشعب السوري، الذي دفع ثمناً باهظاً للبحث عن حريته وكرامته، لا يمكن أن يستمر في دعم أطروحات انفصالية تتناقض مع مبادئ السيادة والوحدة التي نادى بها السوريون أنفسهم، مشيرة إلى أن المغرب وقف دائماً إلى جانب وحدة سوريا واستقرارها.
Comments 0