الشبكة
EN
الرئيسيةأقلامكمالتاريخ الأسود لعلاقات النظام الجزائري بجمهورية آيات الله الخميني

التاريخ الأسود لعلاقات النظام الجزائري بجمهورية آيات الله الخميني

يكشف هذا المقال التحليلي بقلم الدكتور عبد الله بوصوف خفايا العلاقة المظلمة بين النظام العسكري الجزائري ونظام آيات الله الخميني في إيران.

هناك الكثير من الأسئلة المعقلة حول علاقة النظام العسكري الجزائري بنظام آيات الله الخميني الإيراني… فهذا سني وذاك شيعي صفوي.. لكن قاسمهم المشترك هو “تنشيط” الحركات الإرهابية وتمويل أعمال الكراهية والعداء خارج حدودهما.. وهي أجندة تضمن للنظامين معا أسباب وجودهما وبقائهما في السلطة ولو كره المعارضين من الأحزاب والنقابات ورجال الفكر والإعلام….!

لكن حرب الإثنى عشر يوما من شهر يونيو بين إيران وإسرائيل- أمريكا… وإنصياع النظام الايراني إلى حفظ ماء وجهه والقبول بتوقيع عقد سلام من صياغة الفائزون… جعلتنا نطرح أسئلة أخرى لها علاقة بتاريخ العلاقات الإيرانية-الجزائرية… وأين اختفت حركة مجاهدي خلق المعارضة مثلا المقيمة بأوروبا…؟ وهل لازالت ورقة مجاهدي خلق تنفع من أجل تغيير النظام الإيراني..؟ أم أن اعتناقها للعنف وتاريخها الدموي (فقط سنة1981 أسقط 17 ألف ضحية) سواء بإيران أو العراق أو أوروبا حيث أصيب الخميني نفسه في إحداها بجرح كبير في كتفه الأيمن… لم يشفع لها بأن تكون بديلا تاريخيا للنظام الإيراني.. رغم إعلان “مريم رجوي” عن مراجعات إيديولوجية لحركة مجاهدي خلق…؟

وإذا كان الخميني قد عاد على متن طائرة فرنسية لقيادة الانقلاب على نظام الشاه محمد رضى بهلوي سنة 1979… فإن التاريخ يحتفظ بشخصية “علي شريعتي” كمنظر للثورة الإيرانية… حتى أنه كان ملقبا ب “المعلم الأول للثورة”…

و”علي شريعتي” هذا هو خريج الجامعة الفرنسية في علم الاجتماع والأديان وأسس بباريس “حركة تحرير إيران” وخلق “حسينية الإرشاد” حين عودته لإيران… وقد أثر كثيرا في الشارع الإيراني حيث سجن أكثر من مرة في سجون الشاه قبل أن يغادرها إلى لندن ليموت / اغتيل هناك في ظروف غير عادية… حيث توجهت أصابع الاتهام من جهة إلى كل من “السافاك” أجهزة المخابرات الإيرانية لأنه مزعج لنظام الشاه… ومن جهة ثانية إلى قادة الثورة الإيرانية والتي مات قبلها بسنتين أي 1977… إذ كان منافسا قويا على كرسي السلطة… ولأنه كان ينادي بالقطيعة مع كل تراكمات الشيعة الصفوية… فلم يسلم من تهم الزندقة وإشعال الفتنة من طرف المؤسسة الدينية هناك…

لكن ما يهمنا اليوم هو علاقة علي شريعتي بالثورة الجزائرية والتنسيق معها من خلال حركته من أجل تحرير إيران وبتأثره الكبير بكتاب “الإنسان المتمرد” لألبير كامو، وكتاب “معذبو الأرض” للطبيب النفساني فرانز فانون… ويبدو أن العسكر في الجزائر انقلبوا على الثوار الحقيقيين وقتلوهم سنة 1962… كما انقلب أصدقاء آيات الله الخميني على معلم الثورة الأول “علي شريعتي” فاغتالوه… وبهذا فقد قام النظامنين معا على خطيئة قتل واغتيال الرفقاء… وأجساد المقاومين الباحثين عن الحرية والعيش الكريم…

لهذا لا نستغرب من وساطات قامت بها الجزائر لفائدة إيران… كاتفاق الجزائر سنة 1975 لوقف الاقتتال بين صدام حسين وإيران… ثم استقبال مطار الجزائر للرهائن الأمريكيين..(52 رهينة) بعد احتجاز دام 444 يوم بمقر السفارة الأمريكية بطهران… وعدد كبير من تبادل زيارات رؤساء البلدين… كان آخرها استقبال رئيس الجزائر عبد المجبد تبون يوم 08 أبريل الماضي لوزير خارجية إيران عباس عراقجي الذي سلمه دعوة رسمية لزيارة إيران… كما نلمس فرقا كبيرا في صياغة بيانات التنديد سواء بعد قصف إسرائيل لإيران يوم 13 يونيو أو بعد ضرب إيران لقاعدة العديد بقطر الشقيقة يوم 23 يونيو…

كما تبقى القضية الفلسطينية والمتاجرة في آلام الفلسطينيين هي الرياضة المفضلة المشتركة بين طهران والجزائر… وتأجيج الصراع سواء في لبنان أو سوريا حيث لازال هناك جنود جزائريين أسرى لدى مؤسسات سوريا الجديدة… لذلك لم نتفاجأ من مساعدات النظام الإيراني لانفصاليي البوليساريو ودعمهم بالسلاح والتدريب تحت أنظار النظام العسكري الجزائري…