الشبكة
EN
الرئيسيةالرئيسيةكيف يحوّل المغرب السائح الأمريكي إلى زائر دائم؟ فرص نمو السياحة الأمريكية بالمغرب

كيف يحوّل المغرب السائح الأمريكي إلى زائر دائم؟ فرص نمو السياحة الأمريكية بالمغرب

كيف يحوّل المغرب السائح الأمريكي إلى زائر دائم؟ | فرص نمو السياحة الأمريكية بالمغرب
حقق المغرب تقدمًا لافتًا في القطاع السياحي خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح اليوم من أكثر الوجهات جذبًا للسياح في إفريقيا، متقدمًا على دول كبرى مثل جنوب إفريقيا وتونس ومصر.
وقد أعلنت وزارة السياحة المغربية سنة 2024 عن تجاوز عتبة 14.5 مليون سائح، متقدمة بذلك على الهدف المسطر في الاستراتيجية الوطنية “رؤية 2026” قبل الموعد بعامين كاملين.
لكن، وسط هذه المؤشرات الإيجابية، تبرز مفارقة مهمة: عدد السياح الأمريكيين لا يزال دون الإمكانات المتاحة، رغم ما يتميز به المغرب من تنوع جغرافي وثقافي يتماشى تمامًا مع ذوق السائح الأمريكي الباحث عن الأصالة والتجارب العميقة.
السائح الأمريكي: ماذا يُحب؟ ولماذا هو مهم؟
السائح الأمريكي معروف بكونه من أكثر السياح إنفاقًا، ويميل إلى الإقامات الطويلة مقارنة بغيره.
يُحب التجارب الأصيلة مثل: الطعام التقليدي، الرحلات الثقافية، الحياة القروية، اليوغا في الطبيعة، التصوير، والأنشطة الصحراوية.
يُعطي أهمية كبيرة لمستوى الأمان، وجودة الخدمات، وسهولة التواصل باللغة الإنجليزية.
والمغرب يقدم له كل هذا وأكثر: من القصور العتيقة إلى الرياضات الصحراوية، ومن ثقافة الأمازيغ إلى مطبخ متنوع يستحق الاستكشاف.
الأرقام الرسمية: تقدم ملحوظ ولكن…
وفقًا لمعطيات وزارة السياحة المغربية، استقبل المغرب نحو 330 ألف سائح أمريكي سنة 2023.
رغم النمو المضطرد، إلا أن هذه الأرقام تبقى متواضعة مقارنة مع عدد الأمريكيين الذين يسافرون سنويًا خارج بلدهم (أكثر من 93 مليون).
في المقابل، المغرب يشهد اهتمامًا متزايدًا من السوق الأمريكية، وهو ما تؤكده بيانات البحث والسفر على Google وTripadvisor، ما يعني أن هناك إمكانية فعلية لمضاعفة الأرقام إن تم استثمارها بالشكل الصحيح.
استراتيجيات ذكية لجذب المزيد من السياح الأمريكيين

1.تصميم تجارب موجهة وخاصة

•عروض فاخرة تشمل الإقامة في رياضات تقليدية، ورحلات إلى الجنوب المغربي (مرزوكة، زاكورة، أيت بن حدو).
•برامج سياحية موضوعاتية حسب الاهتمام: التصوير، الطهو، التاريخ الأندلسي، المغامرات الصحراوية.
•توفير مرشدين يتحدثون الإنجليزية، مع كتيبات ومواقع معلوماتية واضحة موجهة للأمريكيين.

2.تسويق رقمي ذكي

•إطلاق حملات عبر مواقع التواصل تستهدف الفئات العمرية بين 25 و55 سنة.
•التعاون مع مؤثرين أمريكيين زاروا المغرب ليشاركوا تجاربهم بالصوت والصورة.
•الاستثمار في موقع إلكتروني احترافي موجه كليًا للسائح الأمريكي يُبرز التجربة بشكل جذاب وعملي.

3.شراكات مع وكالات سياحية أمريكية

•عقد شراكات مع وكالات أمريكية لتقديم برامج سياحية مغربية متكاملة.
•تنظيم رحلات مدرسية وجامعية، وسياحة تجريبية لشركات أمريكية كبرى في إطار التحفيز الثقافي أو بناء الفرق.

4.ربط السائح بالمغرب بعد عودته

•إرسال رسائل شكر وعروض حصرية للزوار السابقين.
•دعوته للمشاركة في معارض أو مهرجانات مغربية مقامة في أمريكا.
•تحويل السائح إلى سفير غير رسمي للمغرب عبر تجاربه الإيجابية، وشهاداته على المنصات الرقمية.
من الزائر الأول إلى الزائر الوفي
الرهان اليوم ليس فقط على جذب السائح الأمريكي، بل على جعل زيارته الأولى بداية لعلاقة طويلة المدى مع المغرب.
وإذا كان المغرب قد نجح في تحقيق أهدافه السياحية العامة قبل الموعد المحدد، فإنه الآن مدعو إلى ضبط بوصلة خاصة بالسوق الأمريكية، من خلال خطط دقيقة تدمج بين الثقافة، التسويق الذكي، والبنية التحتية السياحية الراقية.
فالسائح الأمريكي ليس بعيدًا… بل ينتظر فقط من يُقدم له المغرب كما يستحق أن يُقدَّم.