جيمي كارتر: حياة حافلة بالخدمة العامة والإنجازات

جيمي كارتر (James Earl Carter Jr.)، الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية، وُلد في 1 أكتوبر 1924 في بلينز، جورجيا. نشأ في بيئة ريفية بسيطة، حيث كان والده مزارعًا ورجل أعمال، ووالدته ممرضة. من هذه النشأة، استمد كارتر قيم العمل الجاد والمسؤولية، ما شكّل أساسًا لمسيرته الحافلة في السياسة والعمل الإنساني.
النشأة والتعليم:
و نشأ كارتر في أسرة متواضعة ببلدة صغيرة. التحق بالأكاديمية البحرية الأمريكية وتخرج منها عام 1946 بدرجة بكالوريوس في العلوم. خدم كارتر في البحرية الأمريكية كضابط غواصات، حيث شارك في برنامج تطوير الغواصات النووية، وهو ما صقل مهاراته القيادية وعزز من خبرته الفنية.
المسيرة السياسية:
فبعد وفاة والده في عام 1953، عاد كارتر إلى جورجيا لإدارة مزارع العائلة، لكنه سرعان ما انخرط في الشؤون المجتمعية والسياسية. شغل منصب عضو في مجلس شيوخ ولاية جورجيا من 1963 إلى 1967، ثم حاكمًا للولاية من 1971 إلى 1975. في عام 1976، و فاز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة وانتُخب رئيسًا للولايات المتحدة، متغلبًا على الرئيس الجمهوري جيرالد فورد.
إنجازات رئاسته:
- السياسة الداخلية: أسس كارتر إدارتين جديدتين على مستوى مجلس الوزراء: وزارة الطاقة ووزارة التعليم. كما عمل على تعزيز سياسات الحفاظ على الطاقة والتكنولوجيا الجديدة، خاصة في ظل أزمة الطاقة التي شهدتها السبعينيات.
- حقوق الإنسان: جعل حقوق الإنسان ركنًا أساسيًا في سياساته الخارجية، فانتقد أنظمة الحكم التي انتهكت حقوق الإنسان، وساهم في دعم حركة إلغاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
- السياسة الخارجية: أشرف على اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، مما أدى إلى معاهدة سلام تاريخية. كما أعاد العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين، ووقع معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية (SALT II) مع الاتحاد السوفيتي.
- التحديات: واجهت إدارته أزمات كبيرة، مثل أزمة الرهائن في إيران التي استمرت 444 يومًا وأثرت على شعبيته، بالإضافة إلى أزمة الطاقة والتضخم الاقتصادي.
ما بعد الرئاسة:
و فيما بعد مغادرته البيت الأبيض عام 1981، كرّس كارتر حياته للعمل الإنساني. أسس مع زوجته روزالين “مركز كارتر” عام 1982 بالتعاون مع جامعة إيموري، بهدف تعزيز حقوق الإنسان وتخفيف المعاناة الإنسانية.
إنجازات مركز كارتر:
- مكافحة الأمراض: ساهم المركز في مكافحة أمراض مثل داء التنينات (Guinea Worm) والعمى النهري، ونجح في تقليل عدد الإصابات بهذه الأمراض بشكل كبير.
- مراقبة الانتخابات: شارك في مراقبة أكثر من 100 انتخابات في دول نامية لتعزيز الشفافية والديمقراطية.
- حل النزاعات: عمل المركز كوسيط في العديد من النزاعات الدولية وساهم في تعزيز السلام.
التكريم والإنجازات الشخصية:
- جائزة نوبل للسلام (2002): حصل عليها تقديرًا لجهوده في إيجاد حلول سلمية للنزاعات الدولية، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.
- الكتابة: ألّف كارتر العديد من الكتب التي تناولت السياسة وحقوق الإنسان والإيمان، من أبرزها: An Hour Before Daylight وPalestine Peace Not Apartheid.
- العمل التطوعي: استمر كارتر حتى أواخر التسعينيات من عمره في بناء المنازل مع منظمة “هابيتات فور هيومانيتي”.
إرثه وتأثيره: يُعتبر كارتر أحد أكثر الرؤساء الأمريكيين تأثيرًا بعد مغادرته المنصب. عمل بلا كلل لتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية حول العالم. ترك إرثًا مستدامًا من خلال مركز كارتر ومبادراته الإنسانية.
الحياة الشخصية: تزوج كارتر من روزالين سميث عام 1946، وأنجبا أربعة أبناء. استمر زواجهما لأكثر من 75 عامًا، مما يجعله من أطول الزيجات الرئاسية في تاريخ الولايات المتحدة. كان كارتر معروفًا بتواضعه وارتباطه بمسقط رأسه بلينز، حيث ظل يُدرِّس في مدرسة الأحد بكنيسة ماراناثا المعمدانية.
الوفاة:
و توفي جيمي كارتر في 29 ديسمبر 2024 عن عمر يناهز 100 عام، بعد حياة حافلة بالخدمة العامة والإنجازات الإنسانية.
المصادر :
- مركز كارتر
- History.com
- U.S. State Department Archives
Comments 0