الانتخابات الأمريكية :هل يصوت الرجال لترامب والنساء لهاريس

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تتزايد التوقعات بأن تشهد نتائج التصويت اختلافات ملحوظة بين الرجال والنساء. ويعكس هذا التباين توجهات واضحة بين دعم النساء المتزايد لكامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، وتأييد الرجال الواسع لدونالد ترامب، المرشح الجمهوري. وفقاً لاستطلاعات الرأي، يبدو أن هاريس تتمتع بشعبية قوية بين الناخبات، خاصة في الفئة العمرية من 18 إلى 29 عامًا، حيث تتفوق بفارق كبير يصل إلى 38 نقطة مئوية على ترامب. ويُعزى هذا الدعم الكبير إلى مواقف هاريس المؤيدة لحقوق المرأة، لا سيما حق الإجهاض، الذي أصبح أحد المحاور الرئيسية في حملتها الانتخابية.
على الجانب الآخر، يُظهر الرجال، خاصة في الفئة العمرية نفسها، ميلاً واضحًا لدعم ترامب، الذي يتقدم بينهم بفارق 13 نقطة مئوية على هاريس. يعزى هذا التأييد إلى سياسات ترامب الاقتصادية ومواقفه المحافظة التي تلقى قبولًا واسعًا بين العديد من الناخبين الذكور، الذين يرون في سياسته استجابة لتطلعاتهم الاقتصادية والاجتماعية.
ولتعزيز دعم الناخبين، عمدت حملتا المرشحين إلى استهداف الفئات التي قد تشهد تراجعًا في التأييد. في هذا السياق، ركزت هاريس جهودها على استقطاب الناخبين من الرجال السود، حيث ظهرت في حدث بمدينة ديترويت استضافه برنامج “نادي الإفطار”، وهو برنامج شهير بين الرجال السود. في المقابل، اتجه ترامب لاستهداف النساء عبر تنظيم لقاءات حصرية، كان أبرزها لقاء عام لقناة “فوكس نيوز” خصص لجمهور من النساء فقط، في محاولة لتعزيز شعبيته بين هذه الفئة.
هذا التباين الواضح في توجهات التصويت بين الجنسين يُتوقع أن يلعب دورًا حاسمًا في نتائج الانتخابات، خصوصًا في الولايات المتأرجحة التي يمكن أن يحدد فيها فارق بسيط في الأصوات اسم الفائز. ومع استمرار حملات المرشحين، يكثف كل من هاريس وترامب جهودهما لاستقطاب الناخبين من الجنسين، مركزين على القضايا التي تهم كل فئة على حدة.
في النهاية، تعكس هذه التوجهات اختلاف الأولويات والقضايا التي تهم كل جنس، ما يجعل من الانتخابات الحالية حدثًا مفصليًا في تشكيل ملامح السياسات الأمريكية المستقبلية، وسط تنافس قوي وتباين عميق في توجهات الناخبين.

Comments 0