جاستن ترودو يعلن استقالته من قيادة الحزب الليبرالي الكندي

أعلن جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، استقالته من قيادة الحزب الليبرالي الكندي خلال مؤتمر صحفي عقد أمام مقر إقامته في أوتاوا صباح الاثنين. وأكد ترودو أنه سيظل في منصبه كرئيس للوزراء حتى يتم اختيار خلف له من خلال “عملية وطنية صارمة وتنافسية”.
وأضاف ترودو أنه طلب من حاكمة كندا العامة، ماري سايمون، تأجيل البرلمان لغاية 24 مارس المقبل وأنها وافقت على طلبه. وأوضح ترودو قائلاً: “تستحق البلاد خيارًا واضحًا وحقيقيًا في الانتخابات القادمة. لقد أصبح من الواضح لي أنه إذا كنت بحاجة إلى التركيز على المعارك الداخلية، فلن أكون الخيار الأفضل خلال هذه الانتخابات.”
ضغوط متزايدة واستقالة كريستيا فريلاند
تأتي استقالة ترودو بعد عدة أشهر من التحديات السياسية والضغوط الداخلية التي بلغت ذروتها عقب استقالة نائبته ووزيرة المالية، كريستيا فريلاند، في ديسمبر الماضي. أثارت استقالة فريلاند جدلاً واسعًا حول القيادة المستقبلية للحزب الليبرالي، مما دفع ترودو إلى اتخاذ هذا القرار التاريخي.
استقالة كانت متوقعة وتحديات القيادة
تجدر الإشارة أن صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية ذكرت سابقلا أن رئيس الوزراء يواجه تحديات كبيرة من داخل حزبه بشأن قدرته على توحيد الكنديين، في وقت تتراجع فيه شعبيته بشكل ملحوظ. وخلال إجازة للتزلج يقضيها ترودو، طالبت غالبية الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم باستقالته. وأشار النائب جورج تشاهال، في رسالة وجهها إلى الكتلة البرلمانية بتاريخ 27 ديسمبر/كانون الأول، إلى أن ترودو فقد الدعم داخل الحزب، داعيًا إلى استقالته للحفاظ على كرامته. هذه الرسالة جاءت بعد اجتماع افتراضي شارك فيه 51 عضوًا ليبراليًا من أونتاريو، حيث تم رفع رسالة جماعية إلى رئيس الوزراء تطالبه بالتنحي.
تداعيات اقتصادية وسياسية
التحديات التي تواجه ترودو لا تقتصر على المعارضة الداخلية فقط، بل تشمل كذلك قضايا اقتصادية كبرى. تستعد كندا لمواجهة ما وصفته “بوليتيكو” بـ”حرب اقتصادية”، نتيجة فرض تعريفات جمركية على الواردات الكندية، مع اقتراب عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وفي ظل هذه الأوضاع، من المتوقع أن تلعب انتخابات 2025 الفيدرالية دورًا حاسمًا في مستقبل كندا السياسي. وقد يتم الدعوة إلى انتخابات مبكرة في حال سقوط حكومة ترودو بعد عودة البرلمان من إجازته.
المرشحون المحتملون لخلافة ترودو
و مع إعلان ترودو عن استقالته، بدأت التكهنات تدور حول الأسماء التي قد تخلفه في قيادة الحزب الليبرالي ومنصب رئيس الوزراء. ومن أبرز الأسماء المطروحة:
- مارك كارني: محافظ بنك كندا السابق وأحد الشخصيات البارزة في المشهد السياسي.
- بيتر فراجيسكاتوس: نائب ليبرالي دعا علنًا لاستقالة ترودو.
- كريستيا فريلاند: نائبة رئيس الوزراء السابقة، والتي تتمتع بدعم قوي رغم استقالتها مؤخرًا.
مستقبل الحزب الليبرالي
ويرى عدد من المتتبعين أن قرار ترودو يمثل بداية فصل جديد للحزب الليبرالي الكندي، حيث يسعى الحزب لاختيار قائد قادر على استعادة ثقة الناخبين وقيادة البلاد في الانتخابات القادمة.

Comments 0