وفاة أسطورة البيانو ألفريد بريندل عن عمر 94 عاما في لندن

توفي عازف البيانو النمساوي الشهير ألفريد بريندل، أحد أبرز رموز الموسيقى الكلاسيكية في القرن العشرين، يوم الثلاثاء في لندن عن عمر ناهز 94 عامًا، بحسب ما أعلنه المتحدث باسمه.

وأكد المتحدث توماس هول لوكالة فرانس برس أن بريندل “توفي بسلام، محاطًا بأحبائه”، مضيفًا أن وفاته خلفت موجة من الإشادات العالمية برحيل “عملاق موسيقي” ترك بصمة لا تُنسى.

مسيرة فنية استثنائية وتواضع نادر

عرف ألفريد بريندل، الذي أقام في لندن لأكثر من خمسة عقود، بتواضعه وابتعاده عن الأضواء، إضافة إلى نقده الذاتي المستمر. رغم شهرته الواسعة، كان يفضل الانحناء بسرعة احترامًا للجمهور عند دخوله وخروجه من المسرح، مما عزز صورته كفنان ملتزم ومحترم.

ولد بريندل في 5 يناير 1931 في مدينة فيزنبرغ بشمال مورافيا (جمهورية التشيك حاليًا)، وحمل لاحقًا الجنسية النمساوية. أمضى طفولته متنقلاً بين يوغوسلافيا والنمسا، وبدأ بالعزف على البيانو في سن السادسة، دون أن يتلقى تدريبًا أكاديميًا موسعًا بعد سن السادسة عشرة.

من غراتس إلى العالمية

بعد الحرب العالمية الثانية، استقرت عائلته في مدينة غراتس النمساوية، حيث التحق بمعهد الموسيقى المحلي. وهناك بدأت ملامح الموهبة الفذة التي ستجعله أحد أعظم عازفي البيانو تتبلور، خصوصًا في أدائه لأعمال موزار، وبيتهوفن، وهايدن، وشوبرت.

اعتزال الحفلات وذكريات لا تُنسى

اعتزل بريندل الحفلات الموسيقية في ديسمبر 2008 في فيينا. وفي حديث عن تلك المرحلة، قال: “سأشتاق إلى الأدرينالين… والجمهور أيضًا”.

تكريم مستمر وإرث خالد

نعت الجمعية الفيلهارمونية الملكية ألفريد بريندل واصفةً إياه بـ”العملاق الموسيقي صاحب اللمسة الحنونة”، وأضافت عبر منصة إكس: “أداء بريندل سيبقى حيًا في الذاكرة، وستواصل أعماله إلهام الأجيال القادمة”.