كامالا هاريس تعود إلى الواجهة السياسية برسائل حادة في حفل جوائز NAACP

رغم خسارتها في الانتخابات، لا تزال كامالا هاريس تحظى بتقدير في الأوساط السياسية والاجتماعية، حيث حازت على جائزة رئيس NAACP خلال حفل الجوائز السنوي السادس والخمسين، وفي أول خطاب رئيسي لها منذ مغادرتها البيت الأبيض، استغلت هاريس المنصة لتوجيه رسائل غير مباشرة ولكن قوية لكل من الرئيس السابق دونالد ترامب ورجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك.
وخلال كلمتها، رسمت هاريس صورة قاتمة للوضع السياسي في البلاد، لكنها في الوقت ذاته حثّت الحاضرين على عدم فقدان الأمل، مشددة على أن مستقبل أمريكا لا تحدده فقط هوية ساكن المكتب البيضاوي أو أصحاب الثروات الطائلة.
“نحن من نكتب قصة أمريكا، وليس الأثرياء أو أصحاب السلطة فقط”، قالت هاريس، مرتدية بدلة سوداء أنيقة، خلال خطاب قبول الجائزة.
تعد هاريس أول مرشح ديمقراطي يخسر التصويت الشعبي منذ جون كيري قبل عقدين، حيث تخلفت عن ترامب بفارق 2.3 مليون صوت وخسرت جميع الولايات المتأرجحة، ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، اختارت هاريس الابتعاد عن الأضواء، بينما يعاني الديمقراطيون من إحباط وانقسامات داخلية في مواجهة سياسات الرئيس الجديد.
لكن في خطابها، حثّت هاريس جمهور NAACP على عدم الاستسلام أمام التحديات التي تواجه الديمقراطية الأمريكية، قائلة: “يرى البعض النيران تشتعل في الأفق، والمياه ترتفع في مدننا، والظلال تتجمع على ديمقراطيتنا، ويتساءلون: ماذا نفعل الآن؟” وأضافت: “لكننا نعرف الإجابة، لأننا واجهنا ذلك من قبل، وسنفعله مجددًا، سننظم، وسنعبئ، وسنعلم الآخرين، وسنرفع أصواتنا.”
جاء خطاب هاريس بعد ساعات فقط من إلقاء ترامب كلمة أمام مؤيديه في مؤتمر العمل السياسي المحافظ (CPAC)، حيث سخر من منافسته السابقة قائلًا: “لم أذكر هذا الاسم منذ فترة… كمالا… أراهن أن لا أحد يعرف اسمها الأخير.”
ورغم أنها لم تذكر ترامب أو ماسك بشكل مباشر، فإن إشاراتها كانت واضحة، خاصة عندما قالت للحاضرين: “لقد وقفتم في وجه الجشع والمرارة والكراهية في لحظات عصيبة مر بها بلدنا.”
في ظل انشغال القيادة الديمقراطية بمحاولة التركيز على الطبقة الوسطى بدلًا من الرد على كل خطوة يتخذها ترامب، يشعر بعض النشطاء التقدميين بغياب قيادة قوية داخل الحزب. ومع ذلك، تواصل هاريس الحفاظ على حضورها السياسي بحذر، حيث أعلنت الأسبوع الماضي عن توقيعها مع وكالة الفنانين الإبداعية (CAA)، إحدى أكبر وكالات المواهب في هوليوود، في خطوة تشير إلى استمرارها في البحث عن دور مؤثر في المشهد العام.
Comments 0