ميلوني بين ترامب وهاريس: موازنة المصالح الإيطالية

تتابع رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، الانتخابات الأمريكية باهتمام، محاولةً التوازن في موقفها من المرشحين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، وذلك مراعاةً لمصالح بلادها الاقتصادية، حسب تقرير لموقع “إن تي في” الألماني.
قبل الانتخابات، كانت ميلوني تأمل بفوز ترامب، لكنها أحجمت عن التعبير عن هذا الموقف علنًا. وفي مقابلة أجريت معها الأسبوع الماضي، صرحت قائلة: “لن يتغير شيء بالنسبة لإيطاليا”، مشيرة إلى محاولة اتخاذ موقف متوازن رغم ميلها لترامب، إلا أن طبيعته المتقلبة تجعلها متحفظة في الاعتماد عليه كحليف موثوق.
كما أن حالة عدم اليقين بشأن من سيشغل البيت الأبيض العام المقبل قد تكون سببًا في تغيير موقف إيطاليا تجاه أوكرانيا، حيث يبدو أن الدعم غير المشروط السابق بدأ يتراجع.
وفي سياق مرتبط، صوت البرلمان الأوروبي بأغلبية كبيرة لدعم استخدام أوكرانيا أسلحة الاتحاد الأوروبي على الأراضي الروسية، لكن غالبية النواب الإيطاليين، ومن بينهم أعضاء حزب فراتيلي ديتاليا الذي تنتمي إليه ميلوني، رفضوا هذا القرار.
من جانب آخر، يبرز الاقتصاد كسبب رئيسي وراء ابتعاد ميلوني عن ترامب، إذ ترى الشركات الإيطالية أن فوز هاريس قد يكون أفضل لمصالحها. وإذا قام ترامب بزيادة التعريفات الجمركية على الواردات بنسبة عشرة بالمئة، فإن ذلك سيؤثر بشكل ملموس على الاقتصاد الإيطالي، خاصة أن الولايات المتحدة تعتبر ثاني أكبر سوق تصدير لإيطاليا بعد ألمانيا.
أما مسألة مساهمات أعضاء الناتو، فقد تُطرح مجددًا، حيث إن إيطاليا لم تصل بعد إلى نسبة الـ 2% من ناتجها المحلي الإجمالي المخصصة للدفاع، وهي نسبة متفق عليها مع حلفائها. فوفقًا لأحدث تقرير لحلف الناتو، بلغت مساهمة إيطاليا 1.51% في عام 2022، مما قد يسبب توترًا في علاقتها مع ترامب الذي يشدد على أهمية الاستثمار في الدفاع.
من جهة أخرى، طورت ميلوني علاقة قوية مع رجل الأعمال إيلون ماسك، الذي اختاره ترامب لتنفيذ “إصلاحات جذرية” في الحكومة الفيدرالية حال فوزه. وقد مُنحت ميلوني جائزة “المواطن العالمي” من المجلس الأطلسي في نيويورك بفضل هذه العلاقة.
ويرى ستيفانو ستيفانيني، السفير الإيطالي السابق لدى الناتو، أن ميلوني تمتلك الأرضية الأيديولوجية الملائمة للتعامل مع إدارة محتملة بقيادة ترامب، لكنه حذر من احتمال أن يسعى ترامب لتقسيم الدول الأوروبية، مما قد يضع ميلوني أمام تحديات معقدة في موازنة علاقاتها بين واشنطن وبروكسل.
في النهاية، يبدو أن ميلوني، التي لطالما كانت من الحضور البارزين في التجمعات السياسية التي يتحدث فيها ترامب، تجد نفسها الآن في موقف حرج يتطلب منها التوفيق بين المصالح الاقتصادية والسياسية لبلادها

Comments 0