الشبكة
EN
الرئيسيةالرئيسيةروبرت بورفيس: أمريكي من أصول مغربية مدافع عن الحرية وحقوق الإنسان

روبرت بورفيس: أمريكي من أصول مغربية مدافع عن الحرية وحقوق الإنسان

روبرت بورفيس (1810-1898) كان ناشطًا بارزًا في حركة إلغاء العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية، وخطيبًا وكاتبًا مؤثرًا، بالإضافة إلى كونه من أوائل المدافعين عن حقوق المرأة. وُلِد في تشارلستون، كارولينا الجنوبية، لأب اسكتلندي ثري يعمل كتاجر قطن، وأم من أصول مختلطة تُدعى هارييت جوداه. كانت جدته من جهة الأم، ديدو بدرقة، امرأة مغربية أُسرت في سن الثانية عشرة في إفريقيا وبيعت كعبدة في الجنوب الأمريكي. ورغم الظروف القاسية التي عاشتها، حظيت بتعليم ومعاملة جيدة مكنتها من التأثير على حفيدها روبرت، الذي نشأ معجبًا بها وبقصتها.

انتقلت عائلة بورفيس إلى فيلادلفيا عام 1819، حيث كان والده يخطط لتأسيس منزل جديد لهم في إنجلترا، لكنه توفي قبل تحقيق ذلك، تاركًا إرثًا كبيرًا للعائلة. التحق روبرت بمدرسة كلاركسون هول، المخصصة للأطفال السود والتي كانت تُدار من قبل جمعية بنسلفانيا لإلغاء العبودية، ثم التحق بأكاديمية أمهرست في ماساتشوستس. لاحقًا، استخدم بورفيس نصيبه من إرث والده للاستثمار في العقارات، ما مكنه من دعم قضية مناهضة العبودية.

في سن 21 عامًا، تزوج بورفيس من هارييت ديفي فورتن، ابنة صانع أشرعة أسود ثري يُدعى جيمس فورتن، وأنجبا ثمانية أطفال. وفّر لهم تعليمًا متميزًا، حيث التحقوا بمدارس داخلية وجامعات مرموقة. أصبح أحد أبنائه، تشارلز، طبيبًا بارزًا ومؤسسًا لكلية الطب بجامعة هوارد.

كان روبرت بورفيس عضوًا مؤسسًا في الجمعية الأمريكية لمكافحة العبودية ورئيسًا لجمعية بنسلفانيا لمكافحة العبودية بين عامي 1845 و1850. بالإضافة إلى ذلك، أسس وترأس جمعية فيجيلانت في فيلادلفيا، التي ساعدت العبيد الفارين عبر “السكك الحديدية تحت الأرض” للوصول إلى الحرية في الولايات الشمالية. وقدّر بورفيس أنه ساعد أكثر من 9000 شخص على استرجاع حريتهم، ما أكسبه لقب “رئيس السكك الحديدية تحت الأرض”.

إلى جانب نضاله ضد العبودية، كان بورفيس مدافعًا قويًا عن حقوق المرأة. كان من بين القلة الذين دعموا سوزان بي أنتوني وإليزابيث كادي ستانتون في مطالبتهما بمنح النساء حق التصويت قبل الرجال السود، مؤكدًا أن الحقوق يجب أن تُمنح للجميع دون تمييز. كما دافع عن حقوق السكان الأصليين وحق الإيرلنديين في الحكم الذاتي، معتبراً أن “في مسألة الحقوق، هناك عرق واحد فقط، وهو العرق البشري.”

روبرت بورفيس لم يكن مجرد ناشط أمريكي، بل يُعتبر أيضًا مصدر فخر للمغرب، حيث تعود أصول جدته ديدو بدرقة. لقد كرّس حياته لتحقيق الحرية والمساواة، وأثبت أن النضال من أجل العدالة يمكن أن يُلهم أجيالًا من جميع الخلفيات.