وسط عائلته جيمي كارتر يغادر الدنيا عن عمر يناهز 100 عام

في لحظة وداع محاطة بأفراد عائلته، توفي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر “بسلام” في منزله بولاية جورجيا يوم الأحد، وفقًا لبيان أصدره مركز كارتر. كارتر، الذي شغل منصب الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة بين عامي 1977 و1981، كان رمزًا للسلام والعدالة الإنسانية.

وأعلن البيت الأبيض اليوم أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وجه باعتبار التاسع من يناير المقبل يوما وطنيا للحداد في أنحاء الولايات المتحدة على وفاة الرئيس الديمقراطي الأسبق، جيمي كارتر،

وبحسب تقارير من وسائل الإعلام الأمريكية، تلقى كارتر رعاية تلطيفية في المنزل لمدة عامين تقريبًا قبل وفاته. في تعليق مؤثر، قال نجله تشيب كارتر: “كان والدي بطلاً ليس فقط بالنسبة لي، بل لكل من يؤمن بالسلام وحقوق الإنسان والحب غير المشروط”.

وأضاف تشيب في بيانه: “العالم بأسره كان عائلتنا بسبب الطريقة التي استطاع بها جمع الناس معًا. نحن ممتنون لكل من يكرم ذكراه من خلال تبني قيمه والاستمرار في نشر الحب والسلام”.

وكشف مركز كارتر عن موعد ومكان الجنازة الرسمية قائلاً إن: “مراسم عامة ستقام في أتلانتا وواشنطن يليها مراسم دفن خاصة في بلينز، ولكن الترتيبات النهائية للجنازة الرسمية لم تحدد بعد”

ومعلوم أن “جيمي” كارتر  (1 أكتوبر 1924 – 29 ديسمبر 2024) كان سياسيًا أمريكيًا شغل منصب الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة من عام 1977 إلى 1981. و حاصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2002 تقديرًا لجهوده في تعزيز حقوق الإنسان وحل النزاعات الدولية.

النشأة والتعليم: وُلد كارتر في بلينز، جورجيا، لعائلة تعمل في زراعة الفول السوداني. بعد إكمال دراسته الثانوية، التحق بالأكاديمية البحرية الأمريكية وتخرج عام 1946 بدرجة بكالوريوس في العلوم. خدم في البحرية الأمريكية كضابط غواصات حتى عام 1953، عندما عاد إلى جورجيا لإدارة أعمال العائلة بعد وفاة والده.

البداية السياسية: بدأ كارتر مسيرته السياسية كعضو في مجلس شيوخ ولاية جورجيا من عام 1963 إلى 1967. في عام 1971، أصبح الحاكم السادس والسبعين لجورجيا، حيث ركز على قضايا التعليم والحقوق المدنية. في عام 1976، ترشح للرئاسة كمرشح عن الحزب الديمقراطي وفاز على الرئيس الجمهوري جيرالد فورد.

الرئاسة (1977-1981): تميزت فترة رئاسة كارتر بعدة إنجازات وتحديات، منها:

• السياسة الخارجية:
  • توسط في اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978، التي أدت إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
  • أعاد العلاقات الدبلوماسية مع الصين في عام 1979.
  • وقع معاهدة “سالت II” للحد من الأسلحة الاستراتيجية مع الاتحاد السوفيتي.
• السياسة الداخلية:
  • أنشأ وزارتي الطاقة والتعليم.
  • واجه تحديات اقتصادية، بما في ذلك التضخم والبطالة.

أزمات وتحديات:

خلال فترة رئاسته، واجه كارتر عدة أزمات، أبرزها أزمة الرهائن في إيران عام 1979، حيث احتُجز 52 أمريكيًا لمدة 444 يومًا، مما أثر سلبًا على شعبيته وأدى إلى خسارته في الانتخابات الرئاسية عام 1980 أمام رونالد ريغان.

ما بعد الرئاسة:

بعد مغادرته البيت الأبيض، أسس كارتر وزوجته روزالين “مركز كارتر” في عام 1982، الذي ركز على تعزيز حقوق الإنسان ومراقبة الانتخابات وحل النزاعات. سافر كارتر إلى العديد من الدول كمبعوث سلام، ولعب دورًا في مراقبة الانتخابات وتعزيز الديمقراطية. في عام 2002، حصل على جائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهوده الإنسانية والدبلوماسية.