ترامب يمازح ترودو : كندا قد تصبح الولاية الـ51 للولايات المتحدة

في لقاء جمع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب برئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على مائدة عشاء في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا، طُرحت قضية التعريفات الجمركية التي توعد ترامب بفرضها على الواردات الكندية والمكسيكية فور تسلمه منصبه. بينما تناول الزعيمان العشاء في أجواء وصفت بالودية، أطلق ترامب تعليقًا مفاجئًا حين قال مازحًا: “ربما يمكن لكندا الانضمام إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية رقم 51”.

هذا التصريح جاء بعد نقاش أبدى فيه ترودو تحفظاته على خطة ترامب بفرض تعريفة جمركية تصل إلى 25% على جميع البضائع القادمة من كندا والمكسيك، مؤكدًا أنها قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد الكندي. ورغم أن الضيوف الآخرين الحاضرين تناولوا التعليق كدعابة، إلا أن الجدية التي اتسمت بها مناقشة التعريفات جعلت البعض يتساءل عن مدى انعكاس هذه المزحة على العلاقات التجارية بين البلدين.

ترامب، الذي لطالما اشتهر بتصريحاته المثيرة للجدل، سبق أن أثار الرأي العام العالمي بمقترحات غير تقليدية، مثل محاولته في 2019 شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك. ومع ذلك، لم يكن تعليق “الولاية 51” سوى جزء من محادثة أوسع حول السياسات الاقتصادية التي يعتزم تبنيها، والتي وصفها البعض بأنها تعكس منهجًا تصعيديًا في العلاقات التجارية الدولية.

مصادر قريبة من الاجتماع أكدت أن رد فعل ترودو كان مهذبًا ومتفهمًا، إذ حاول توضيح تأثير هذه السياسات على اقتصاد بلاده دون التسبب في تصعيد التوتر. وزير السلامة العامة الكندي، دومينيك ليبلانك، الذي كان حاضرًا خلال العشاء، أوضح لاحقًا أن المزحة لم تُؤخذ على محمل الجد وأن الأجواء العامة للاجتماع كانت إيجابية.

رغم الطابع الفكاهي للتعليق، أثار الحديث عن “الولاية 51” نقاشًا أعمق حول طبيعة العلاقات الأمريكية الكندية في عهد ترامب، خاصة في ظل التوترات التجارية المتزايدة. مع بداية إدارة ترامب وتصاعد الحديث عن فرض رسوم جمركية جديدة، يبدو أن العلاقات بين البلدين ستواجه اختبارًا حقيقيًا يعكس تأثير القرارات السياسية على التحالفات التقليدية.