الشبكة
EN
الرئيسيةأمريكاترامب يعين فريقاً متشددا لتحقيق وعوده في الهجرة

ترامب يعين فريقاً متشددا لتحقيق وعوده في الهجرة

عقب فوزه الانتخابي، بدأ الرئيس المنتخب دونالد ترامب العمل سريعاً على تنفيذ وعوده الصارمة بشأن ملف الهجرة، إذ عيّن ثلاثة من أكثر الشخصيات تشدداً لقيادة هذا الملف المعقد. ويهدف ترامب من خلال هذا التعيين إلى تحقيق شعاره الانتخابي المتعلق بإغلاق الحدود وإطلاق حملة ترحيل تعد الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة. لكن مع تقديرات تشير إلى وجود ما بين 13 و15 مليون مهاجر غير شرعي في البلاد، يبدو أن الفريق الجديد سيواجه تحديات كبيرة على أرض الواقع، وفقاً للخبراء.

التعيينات المثيرة للجدل

  • توم هومان

يوصف بـ”قيصر الحدود”، عين ليتولى مجدداً قيادة وكالة الهجرة والجمارك (ICE)، حيث كان يشغل هذا المنصب في ولاية ترامب الأولى بين عامي 2017 و2021. تميزت فترة عمل هومان السابقة بسياسات حازمة، أدت إلى مواقف مثيرة للجدل مثل فصل آلاف الأطفال عن ذويهم عند الحدود. وتحدث هومان مؤخراً بتحذير واضح قائلاً: “إذا كنت هنا بشكل غير قانوني، فمن الأفضل أن تحذر”.

  • كريستي نويم: الوزيرة الجديدة للأمن الداخلي

عين ترامب كريستي نويم، حاكمة داكوتا الجنوبية، لتتولى وزارة الأمن الداخلي. نويم معروفة بمواقفها الصارمة، وقد اكتسبت شهرة كبيرة بعد إرسالها قوات من الحرس الوطني في ولايتها إلى الحدود مع المكسيك لتعزيز الأمن. وعدت نويم بأنها ستعمل على “إعادة الأمن وتأمين الحدود” لتحقيق ما تصفه بـ”الحلم الأميركي” للعائلات الأميركية.

  • ستيفن ميلر: مهندس سياسات الهجرة المتشددة

أما ستيفن ميلر، الذي سيتولى تنسيق سياسة الهجرة في البيت الأبيض، فهو أحد أكثر المستشارين تشدداً فيما يخص قضايا الهجرة. ميلر كان مهندس مشروع حظر السفر الشهير عام 2017، الذي منع مواطني عدة دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة. ويُعرف عنه تبنيه لسياسات الهجرة المتشددة، رغم أن جذوره تعود لعائلة يهودية فرت من الاضطهاد في أوروبا الشرقية. في تجمع سابق، قال ميلر: “أميركا للأميركيين، وللأميركيين فقط”، مما يعكس نظرته الحادة تجاه الهجرة.

تحديات لوجستية ومالية ضخمة

ورغم تعيين هذه الشخصيات القوية، يرى الخبراء أن تحقيق وعد ترامب بترحيل الملايين ليس بالهدف السهل. آرون ريشلين ميلنيك، الخبير في مجلس الهجرة الأميركي، أوضح أن ترحيل هذا العدد الكبير من الناس سيستغرق أكثر من عقد من الزمن، وسيتطلب ميزانية ضخمة قد تصل إلى تريليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، سيستلزم هذا المشروع توظيف عشرات الآلاف من الموظفين الجدد وإقامة مراكز احتجاز ومحاكم مختصة في جميع أنحاء البلاد.

مخاوف من تأثيرات سياسية واجتماعية

من جهة أخرى، يشير المحللون إلى أن سياسة الهجرة المتشددة هذه قد تؤدي إلى تداعيات اجتماعية واقتصادية كبيرة، لا سيما أن العديد من المهاجرين غير النظاميين يساهمون بشكل كبير في قطاعات اقتصادية متعددة. ومع ضغوط من الكونغرس والتحديات المالية، قد يجد ترامب نفسه مضطراً لتقليل حدة وعوده والتركيز على بعض التدابير المحددة فقط بدلاً من الترحيل الجماعي.