الشبكة
EN
الرئيسيةأمريكابكين تتجنب التصعيد الكامل وتراهن على مفاوضات مع واشنطن

بكين تتجنب التصعيد الكامل وتراهن على مفاوضات مع واشنطن

بكين تتجنب التصعيد الكامل وتراهن على مفاوضات مع واشنطن

أبقت الصين الرسوم الجمركية التي فرضتها على واردات النفط والفحم والسيارات من الولايات المتحدة معتدلة نسبياً، رغم تهديدها لمليارات الدولارات من المبادلات التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، في خطوة يراها محللون مؤشراً على رغبة بكين في التوصل إلى اتفاق مع الاحتفاظ بإمكانية التصعيد إذا لزم الأمر.

جاءت هذه الخطوة رداً على فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية إضافية على المنتجات الصينية، حيث وسعت بكين إجراءاتها لتشمل مجموعة واسعة من السلع الأميركية، من النفط الخام إلى الآليات الزراعية.

تدابير تطال مليارات الدولارات

تستهدف هذه التدابير نحو عشرين مليار دولار من المنتجات الأميركية، أي ما يقارب 12% من إجمالي الواردات الصينية من الولايات المتحدة، وفق تقديرات “كابيتال إيكونوميكس”، وتغطي الرسوم المشددة أكثر من ثلث قطاع الطاقة، حيث تخطت واردات الصين من النفط والفحم والغاز الطبيعي المسال الأميركي 7 مليارات دولار العام الماضي، بحسب بيانات الجمارك الصينية.

قيود على المعادن النادرة

كذلك فرضت بكين قيوداً جديدة على تصدير المعادن النادرة مثل التيلوريوم والبزموت والموليبدنوم المستخدمة في قطاعات التعدين والصناعات الفضائية. وأوضحت أغاتا كراتس من “روديوم غروب” أن الهدف من هذه الخطوة هو توجيه إشارة تحذيرية دون الوصول إلى حظر تام للتصدير.

رد سريع يخالف التوقعات

سرعة الرد الصيني خالفت توقعات خبراء اقتصاد لم يتوقعوا أي إجراء آني من بكين سعياً للتفاوض، ومع ذلك، يبقى حجم الإجراءات الصينية أقل من الرسوم الجمركية بنسبة 10% التي فرضتها واشنطن.

رسالة محسوبة إلى واشنطن

رأى جوليان إيفانس بريتشارد من “كابيتال إيكونوميكس” أن التدابير الصينية تهدف إلى توجيه رسالة للولايات المتحدة دون التسبب بأضرار كبرى، وأشارت أغاتا كراتس إلى أن هذا الاعتدال يعكس اعتماد الصين على الواردات الأميركية وصعوباتها الاقتصادية الداخلية.

تصعيد محتمل في الأفق

بالإضافة إلى القيود الجمركية، أعلنت بكين فتح تحقيق ضد “غوغل” بموجب قوانين مكافحة الاحتكار، في خطوة اعتبرتها كراتس محاولة لإظهار قدرة الصين على إلحاق ضرر بالشركات الأميركية الكبرى التي دعمت ترامب خلال حملته الانتخابية.

احتمالات تفاوض قائمة

رغم التصعيد، يبقى الباب مفتوحاً أمام مفاوضات محتملة، حيث أوضح ترامب أن اتصالاً هاتفياً مع نظيره الصيني شي جينبينغ قد يتم قريباً، ومع ذلك، أكد لاحقاً أنه “ليس في عجلة من أمره” لإجراء المحادثة.

ختاماً، يبقى الصراع التجاري مفتوحاً مع ترقب نتائج مراجعة أميركية دقيقة للممارسات التجارية الصينية في الأول من أبريل، والتي قد تؤدي إلى فرض رسوم جمركية جديدة أكثر شدة، بحسب خبراء اقتصاديين.