الولايات المتحدة تزوّد المغرب بـ74% من وارداته من غاز البوتان

كشف تقرير صادر عن وزارة الاقتصاد والمالية حول المقاصة أن واردات المغرب من غاز البوتان استمرت في الارتفاع خلال النصف الأول من عام 2024، حيث بلغت 1.4 مليون طن. يُتوقع أن تتجاوز الكميات المستوردة لهذا العام الرقم القياسي المسجل في العام الماضي، مما يؤكد الأهمية المتزايدة لهذا الغاز في تلبية احتياجات الطاقة في المغرب.
ووفقًا للتقرير المرفق بمشروع قانون المالية لعام 2025، شهدت واردات المغرب من غاز البوتان تحولاً كبيراً نحو السوق الأمريكية، حيث شكلت 74% من إجمالي واردات المغرب الشهرية من هذا الغاز خلال النصف الأول من العام الحالي. كما تمكن المغرب من الاستحواذ على 15% من إجمالي صادرات الولايات المتحدة من غاز البوتان، متجاوزاً دولًا مثل كوريا الجنوبية (11%)، وإندونيسيا (9%)، واليابان (8%).
الارتفاع الكبير في واردات المغرب من غاز البوتان الأمريكي، الذي زاد بنسبة 596% بين عامي 2017 و2023، يعكس التوجه التصاعدي في الاعتماد على هذا المورد. ففي عام 2017، كانت الواردات لا تتجاوز 300 ألف طن، بينما تجاوزت 2 مليون طن في عام 2023.
وأوضحت الوزارة أن زيادة واردات الغاز خلال شهر رمضان كان جزءًا من الاستعداد لتلبية الطلب المتزايد، حيث عززت شركات الغاز مخزوناتها. واستمر هذا الاتجاه التصاعدي في مايو 2024، بفضل انخفاض أسعار الغاز العالمية التي وصلت إلى أقل من 90 دولارًا للطن.
على الرغم من الاعتماد الكبير على الولايات المتحدة، لا يقتصر المغرب على مصدر واحد لاحتياجاته من غاز البوتان. إذ يستورد كميات كبيرة أيضًا من دول أوروبية، وعلى رأسها إسبانيا، التي لعبت دوراً هاماً في تأمين الإمدادات خاصة خلال فترات الاضطراب في الصادرات الأمريكية. خلال النصف الأول من عام 2024، شكلت واردات الغاز من إسبانيا ما بين 11% و20% من إجمالي واردات المغرب.
أضاف التقرير أن القرب الجغرافي بين المغرب وإسبانيا وتوافق حجم السفن الناقلة مع البنية التحتية للموانئ المغربية ساهم في تسهيل عملية الاستيراد. وأكدت المعطيات أن ميناء المحمدية يستقبل حوالي 50% من إجمالي واردات غاز البوتان، بينما تلعب موانئ مثل الناظور وأكادير والعيون دورًا حيويًا في توزيع الغاز، خاصة في ظل القيود التي تفرضها البنية التحتية على أحجام السفن في هذه الموانئ.
شهد استهلاك غاز البوتان في المغرب زيادة ملحوظة خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2024، حيث تم استهلاك 161.47 مليون قنينة سعة 12 كيلوغرام، بزيادة قدرها 0.87 مليون قنينة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وبلغت ذروة الاستهلاك في مارس، بالتزامن مع شهر رمضان، حيث استهلك المغاربة حوالي 21.9 مليون قنينة.
وأفاد التقرير بأن الدعم المخصص لغاز البوتان خلال عام 2024 قد يصل إلى حوالي 10.45 مليار درهم، مقارنة بـ11.48 مليار درهم في العام السابق. فيما خصص مشروع قانون المالية لعام 2025 مبلغ 16.536 مليار درهم لدعم أسعار المواد الأساسية، بما في ذلك غاز البوتان، والسكر، والدقيق، بهدف تخفيف الأعباء على المواطنين والحفاظ على استقرار الأسعار.
مواقع بتصرف
Comments 0