الرباط وأكرا تبحثان تعميق الشراكة الاقتصادية خلال لقاء بين مزور وأوكودزيتو أبلاكوا

شكلت آفاق توسيع التعاون الاقتصادي بين المغرب وغانا محور لقاء جمع، صباح اليوم الخميس بالرباط، وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ونظيره الغاني في الشؤون الخارجية، صامويل أوكودزيتو أبلاكوا، في خطوة تعكس إرادة الطرفين في إرساء شراكة اقتصادية متقدمة، توازي متانة العلاقات السياسية بين البلدين.

وخلال اللقاء، عبّر الوزيران عن تطلع مشترك إلى الارتقاء بمستوى التبادل التجاري، في ظل توفر البلدين على مؤهلات اقتصادية واعدة، يمكن أن تشكل أرضية لتعاون أوسع في مجالات متعددة.

رياض مزور، وفي تصريح صحفي عقب الاجتماع، أشار إلى أن المغرب ملتزم بتعزيز حضوره الاستثماري في السوق الغانية، لا سيما في قطاعات التمويل والأسمدة ومواد البناء، لكنه لم يخفِ وجود اختلال هيكلي في ميزان المبادلات، موضحا أن واردات المغرب من غانا لا تتجاوز 8 في المائة من صادراته إليها.

وقال مزور إن هذا الوضع “يتطلب توازناً جديداً”، مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على العمل من أجل إعادة هيكلة التبادل التجاري، من خلال دعم أكبر للمستثمرين المغاربة لمواكبة الدينامية التنموية التي تشهدها غانا، خصوصا في مجالات المعادن والصناعات الغذائية الفلاحية.

وفي هذا السياق، أعلن المسؤول الحكومي المغربي عن تنظيم منتدى اقتصادي في شهر أكتوبر المقبل، سيجمع الفاعلين الاقتصاديين من كلا البلدين، مع تركيز خاص على قطاعات الصناعات الغذائية، والصيدلة، والطاقات المتجددة.

من جهته، عبر الوزير الغاني عن رغبة بلاده في جذب مزيد من الاستثمارات المغربية، خصوصا في قطاعات ترتبط بالأمن الغذائي والطاقة والإسكان، معتبرا أن المغرب “شريك متميز” بالنظر إلى تجربته الصناعية والمالية.

وأكد أبلاكوا أن غانا تتوفر على موارد طبيعية مهمة مثل الذهب والكاكاو والليثيوم، وهي موارد يمكن أن تشكل أساسا لشراكات استراتيجية مع المغرب، مبرزا في الوقت نفسه رغبة بلاده في أن ترى شركات غانية تدخل السوق المغربية، على غرار شركة “غانا لإعادة التأمين” التي تنشط فعلياً في المملكة.

كما لفت المسؤول الغاني إلى إمكانات التعاون الثنائي في مجال البطاريات والانتقال الطاقي، مستشهداً بخبرة المغرب في هذا المجال، سواء على مستوى التصنيع أو التصدير.

وختم أبلاكوا تصريحه بالترحيب بتنظيم منتدى أعمال مشترك في أكتوبر، بمشاركة فاعلين من القطاع الخاص في البلدين، معتبرا ذلك محطة أساسية لتقريب الرؤى وتعزيز فرص الشراكة العملية.