نتانياهو: الهجوم على إيران “حقق أهدافه” وسنواصل قصف لبنان وغزة

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد أن الهجوم “الدقيق والقوي” على إيران “حقق أهدافه”، بينما تتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي أكبر في الشرق الأوسط.
وتواصل الدولة العبرية الأحد قصف معاقل حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة.
وقال نتانياهو في كلمة بمناسبة إحياء الذكرى السنوية لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وفق التقويم العبري، “وعدنا بالرد على الهجوم الإيراني وفي يوم السبت ضربنا، كان الهجوم على إيران دقيقا وقويا وحقق كل أهدافه”.
وألقى رئيس الوزراء خطابا ثانيا للمناسبة قاطعه أقارب قتلى الهجوم بعد دقائق من بدئه إذ صرخ أحدهم مرددا “لقد ق تل والدي”، ما دفع نتانياهو للتوقف عن الحديث والوقوف بلا حراك على المنصة في موقع إحياء الذكرى في القدس.
وأقيمت مراسم عسكرية وأخرى مدنية منفصلة في المقبرة العسكرية الأحد تكريما لذكرى القتلى جراء هجوم حماس.
في تطور آخر، قالت الشرطة الإسرائيلية الأحد إن سائقا صدم بشاحنته حشدا في محطة للحافلات وسط إسرائيل ما أسفر عن إصابة 29 شخصا على الأقل، قبل أن يتم “تحييده” فيما أشادت حماس بما قالت إنها “عملية دهس”.
وفي حادث منفصل قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل رجلا حاول تنفيذ هجوم طعن قرب القدس.
في إيران، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الأحد أنه ينبغي عدم “التضخيم ولا التقليل” من الضربات التي نفذتها إسرائيل على مواقع عسكرية في إيران.
وفي أول رد فعل على الضربات، قال خامنئي إنه “لا ينبغي تضخيم شر الكيان الصهيوني في عدوانه على إيران ولا التقليل منه”، معتبرا أن إسرائيل “أخطأت في الحسابات”.
والأحد أعلنت الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي أن الهيئة ستعقد الإثنين اجتماعا طارئا بطلب من إيران التي تدعو إلى إدانة الضربات الإسرائيلية.
وأعلن الجيش الإيراني مقتل أربعة عسكريين في حصيلة محدثة للهجمات التي خلفت وفقا له “خسائر محدودة” طالت “بعض أنظمة الرادار” وذلك “بفضل أداء الدفاع الجوي”.
وجاء الهجوم الإسرائيلي ردا على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران عليها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر.
وكانت إيران شنت هجومها ردا على مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني المدعوم من طهران حسن نصرالله ومعه قيادي في الحرس الثوري في غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/سبتمبر ومقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في هجوم نسب الى إسرائيل في طهران في 31 تموز/يوليو.
وهدد الجيش الإسرائيلي الجمهورية الإسلامية بجعلها تدفع “ثمنا باهظا” في حال قررت الرد بعد ضربات السبت.
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن السبت عن أمله في أن تكون هذه هي “النهاية” في التصعيد بين البلدين.
ووفق جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، أرادت الولايات المتحدة أن تكون هذه الهجمات الانتقامية “متناسبة، بحيث لا تحتاج إيران إلى الرد”.
في قطاع غزة، أفاد شهود عيان عن سلسلة غارات شمالا، خاصة في جباليا حيث تترك ز العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال الشهود إن هدف العملية منع مقاتلي حماس من إعادة التموضع.
وأعلن بيان عسكري إسرائيلي أن القوات “قضت على 40 إرهابيا في جباليا” خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.
وأفاد الدفاع المدني عن مقتل مئات الفلسطينيين منذ بدء هذه العملية العسكرية المكثفة.
في هذا السياق، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد أنه يشعر “بالصدمة لمستويات القتل والإصابات والدمار الهائلة” في شمال قطاع غزة.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الموساد ديفيد برنيع الأحد في الدوحة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري.
وتؤكد حماس “جهوزيتها” لوقف إطلاق النار إذا التزمت إسرائيل الانسحاب من القطاع وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل.
لكن إسرائيل رفضت هذه الشروط في جولات تفاوض سابقة غير مباشرة جرت بوساطة قطرية ومصرية وأميركية.
والأحد، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه “لا يمكن تحقيق جميع الأهداف من خلال العمليات العسكرية وحدها … للقيام بواجبنا الأخلاقي بإعادة رهائننا إلى منازلهم، سيتعين علينا تقديم تنازلات مؤلمة”.
وأكد الدفاع المدني في غزة الأحد مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية طالت مدرسة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة في شمال القطاع.
وفي رده على استفسارات وكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من الحادثة.
اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن 1206 قتلى، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية، بينهم رهائن قت لوا أو ماتوا في الأسر.
ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
ورد ت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، تسببت بمقتل ما لا يقل عن 42924 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
في لبنان، قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب 25 بجروح جراء غارة اسرائيلية قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان، والتي بقيت بمنأى عن القصف الاسرائيلي الكثيف الذي يطال جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت.
في الأثناء، أعلن حزب الله قصف قاعدة عسكرية اسرائيلية شمال مدينة حيفا بالصواريخ.
وأصدر الجيش الإسرائيلي الأحد أوامر إخلاء جديدة لسكان عدة قرى في جنوب لبنان محذ را من أنه سيضرب أهدافا لحزب الله فيها.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة إكس أمر الإخلاء والموجه لسكان 14 قرية في جنوب لبنان قائلا “عليكم إخلاء منازلكم فورا والانتقال إلى شمال نهر الأولي لضمان سلامتكم، يجب عليكم الإخلاء دون تأخير”.
وكان الجيش الإسرائيلي طلب ق بيل ذلك من سكان منطقتين في الضاحية الجنوبية إخلاء منازلهم، متحدثا عن وجود “منشآت ومواقع تابعة لحزب الله”.
وبعد إضعاف حماس في غزة، نقل الجيش الإسرائيلي ثقل عملياته إلى لبنان. وتقول إسرائيل إنها تريد تحييد حزب الله في المناطق الحدودية بجنوب لبنان والسماح بعودة 60 ألف مواطن نزحوا بسبب إطلاق الصواريخ المتواصل خلال العام الماضي على شمال إسرائيل.
وأسفرت الحرب عن مقتل 1615 شخصا على الأقل في لبنان منذ 23 أيلول/سبتمبر، بحسب تعداد لفرانس برس يستند الى بيانات وزارة الصحة. كما تسببت بنزوح أكثر من 800 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
Comments 0