رشيد بنزين: من بطل فرنسا في الكيك بوكسينغ إلى مفكر يُعيد صياغة التراث الديني

رشيد بنزين، الكاتب والمفكر المغربي الفرنسي، هو أحد أبرز الشخصيات التي تمزج بين الفهم الأكاديمي العميق والالتزام بالحوار الثقافي والديني. وُلد سنة 1971 بمدينة القنيطرة بالمغرب، وانتقل إلى فرنسا في سن السابعة، حيث خاض تجربة متميزة في رياضة الكيك بوكسينغ، ليصبح بطل فرنسا عام 1996. ورغم نجاحه الرياضي، اختار بنزين لاحقًا توجيه مسيرته نحو دراسة التاريخ والشأن الديني، ساعيًا لفهم أكثر عمقًا للتقاليد والثقافات.
حاليًا، يعمل رشيد بنزين أستاذًا في الجامعة الكاثوليكية في لوفان وكلية اللاهوت البروتستانتية في باريس. كما يشارك في تدريس برنامج ماستر “الأديان والمجتمع” بمعهد الدراسات السياسية في إيكس إن بروفنس، حيث يركز على الدراسات النقدية للتراث الديني. بالإضافة إلى ذلك، يشغل بنزين منصب المدير المشارك لمجموعة “إسلام الأنوار” في دار النشر “ألبان ميشال”، وهي منصة تهدف إلى تقديم صورة لإسلام متناغم مع العصر، عبر قراءة حداثية للنصوص الدينية والتراث.
تميزت أعماله بعمقها الفكري وسعيها المستمر للتقريب بين الثقافات. يُعد بنزين من الأصوات البارزة في الإسلام الليبرالي الفرنكوفوني، حيث يسعى من خلال مؤلفاته إلى تقديم رؤية نقدية للإسلام تتماشى مع متطلبات العصر الحديث. أعماله تشمل كتبًا مثل “مفكرو الإسلام الجدد“ و*”هكذا كانت تتكلم أمي”*، التي تستعرض تجاربه الشخصية وتفكيره العميق في قضايا الدين والمجتمع.
إلى جانب نشاطه الأكاديمي، يشارك رشيد بنزين بانتظام في الحوارات الإعلامية والثقافية لتعزيز الفهم المتبادل بين الأديان، مع تركيز خاص على الحوار الإسلامي المسيحي. يعتبر منخرطًا بعمق في التبادل الثقافي والديني، حيث يسعى إلى إزالة الحواجز بين المجتمعات.
في عام 2016، تم توشيح رشيد بنزين بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد من قبل جلالة الملك محمد السادس، تقديرًا لمساهماته الفكرية والإنسانية. ويُذكر أن بنزين حصل مؤخرًا على الجائزة الكبرى للرواية “ميتيس 2024” عن روايته “صمت الآباء“، التي تعكس نظرة إنسانية عميقة من خلال استكشاف العلاقة بين الأجيال وقضايا الهوية والانتماء.
رشيد بنزين يمثل نموذجًا للمفكر الذي يجمع بين الجذور الثقافية الأصيلة والانفتاح الفكري، حيث يسعى لإيجاد أرضية مشتركة تجمع بين التقاليد والقيم الإنسانية العالمية.
Comments 0