الشبكة
EN
الرئيسيةثقافة وفنالطبخ الأندلسي بين المغرب وإسبانيا في يوم دراسي بالرباط

الطبخ الأندلسي بين المغرب وإسبانيا في يوم دراسي بالرباط

الرباط، 25 أكتوبر 2024 (ومع) – نظمت أكاديمية المملكة المغربية، من خلال “كرسي الأندلس”، يومًا دراسيًا بالرباط تحت شعار “فن الطبخ الأندلسي، تقاطعات أنثروبولوجية بين المغرب وإسبانيا”. يهدف هذا الحدث الثقافي إلى استكشاف تأثير الهجرات التاريخية بين المغرب وإسبانيا ودورها في نقل تقاليد الطبخ بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

المطبخ المغربي-الأندلسي: إرث حضاري

أوضح عبد الواحد أكمير، مدير “كرسي الأندلس”، أن فن الطبخ المغربي-الأندلسي شهد ازدهارًا كبيرًا خلال الفترة الموحدية، حيث ظهرت مؤلفات مهمة توثق لتقاليده. وأشار أكمير إلى أن هذا المطبخ انتقل إلى أمريكا اللاتينية بعد وصوله مع الإسبان، مشيرًا إلى أن أطباقًا مثل “الكسكس” باتت تُعد ضمن التراث التقليدي في دول كالبرازيل، مع حفاظها على أصولها المغربية.

تاريخ طويل من التأثير الثقافي

من جانبه، أكد فرناندو رويدا، المؤرخ الإسباني المتخصص في تاريخ الطبخ الأندلسي، أن هذا اليوم الدراسي يسعى لتسليط الضوء على ما يقارب 800 عام من التأثير الإسلامي في شبه الجزيرة الأيبيرية. وأوضح أن الحضارة العربية قدمت إسهامات بارزة في مجال الطبخ، حيث تركت بصمتها في تقاليد الطبخ الإسباني حتى بعد طرد الموريسكيين، مشيرًا إلى أن نحو 70% من الأطباق التقليدية الإسبانية لا تزال تُحضَّر بطرق مشابهة للقرون الماضية.

البحث عن الأصول

بدورها، أكدت سناء الشعيري، الأستاذة في شعبة الدراسات الإسبانية بجامعة المحمدية، أن متعة الطعام تتعزز بالبحث عن أصوله، مشيرةً إلى ضرورة توجيه الاهتمام نحو أصول الأطباق المغربية مثل “الرفيسة” و”كعب الغزال”. وأضافت أن المغرب، بموقعه الجغرافي المتميز، كان دائمًا ملتقى للحضارات، مما منحه خصوصية ثقافية ضمن الدول العربية والإسلامية.

فعاليات اليوم الدراسي

تخلل هذا اليوم الدراسي ورشات علمية للطلاب والباحثين في مجال التغذية، إضافة إلى محاضرات حول تطور الطبخ الأندلسي في المغرب وإسبانيا. واختتم الحدث بجلسة لتذوق الأطباق الأندلسية، تم خلالها استعراض طرق تحضير هذه الأطباق قديمًا وكيفية تكييفها مع المعاصرة. كما أُصدر كتيب يضم وصفات تاريخية من مؤلفات مثل “كتاب التغذية” لعبد الملك بن زهر و”فضالة الخوان” لابن رزين التجيبي.

جلسة التذوق ولقاء مع الطهاة

شهدت جلسة التذوق مشاركة الطاهيتين لينا العدي وشارو كرمونا، اللتين قدمتا عرضًا حول تطور المطبخ الأندلسي عبر العصور، مما أتاح للحضور فرصة للتعرف على أساليب إعداد الأطباق الأندلسية التقليدية وتذوقها.